ما سبب وفاة الشيخ صادق الأحمر (السيرة الذاتية)
أعلنت وسائل اعلام يمنية وفاة الشيخ القبلي البارز صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر اليوم بعد معاناة طويلة مع المرض.
وقالت مصادر مقربة من الشيخ صادق الأحمر أنه توفي اليوم عن عمر 66 عاماً بعد معاناته الكبيرة بسبب المرض، حيث كان يتعالج في دولة الأردن.
وكان مقربون من الشيخ الأحمر قد أوضحوا أن سبب مرضه هو تعرضه لعدة أزمات صحية.
وكتب مراسل قناة الجزيرة الإعلامي سمير النمري: “وفاة الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر بعد معاناة مع المرض في مستشفى الحسين للسرطان بالعاصمة الأردنية عمان”.
السيرة الذاتية للشيخ صادق الاحمر
ولد الشيخ / صادق بن عبدالله الأحمر في غرة ربيع الأول سنة 1376هـ الموافق 5/10/1956م في قرية الخمري التي تقع شمال غرب مدينة خمر التاريخية في محافظة عمران .
تلقى تعليمه الأولي في كتَّاب القرية علي يد الأستاذ / حسين علي بسيس وعند قيام الثورة سنة 1962م وخروج والده المناضل الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر ــ رحمه الله ــ من سجن المحابشة في محافظة حجة انتقل هو ووالده إلى مدينة خمر .
وفي سنة 1965م استقر المقام بأسرته في مدينة صنعاء حيث التحق الفتى اليافع بمدرسة ( ابن الأمير ) الإبتدائية ودرس بها الصفوف الثاني والثالث ولم يطل به المقام في اليمن حيث بعثه والده إلى مصر للدراسة وهناك في طنطا درس الصفوف الرابع والخامس وحينما اشتد الخلاف بين والده من جهة والسلال والمصريين من جهة أخرى ألغت مصر العربية المنحة التي كان يدرس بموجبها الشيخ / صادق في مصر فعاد إلى اليمن سنة 1966م حيث أكمل الشهادة الابتدائية في مدرسة ( نشوان الحميري ) بأمانة العاصمة وتنقل في المرحلة الإعدادية بين اليمن ومصر حتى أكمل المرحلة الإعدادية .
بعد ذلك حصل الشيخ / صادق على الثانوية العامة سنة (1974ـــ 1975م) من مدرسة (الأورمان) في القاهرة .
وحينما بدأت المشاكل تتفاقم بين الرئيس الحمدي ووالده قطع الشيخ / صادق دراسته الجامعية التي كان من المقرر أن يبدأها سنة 1975م وعاد إلى اليمن ليستقر مع والده في مدينة خمر التي رعت من قبل مؤتمرات رجالات اليمن ومشائخها لتصحيح مسار الثورة. خلال الفترة من 1976- 1987م ظل الشيخ/ صادق بجانب والده – رحمه الله – وهناك صقل الشيخ/ الشاب صادق مواهبه وظهرت قدراته في التعامل مع العديد من القضايا القبلية كما فهم الكثير عن عادات وأسلاف وأعراف قبيلة حاشد وغيرها من قبائل اليمن بحكم موقع والده الرفيع كشيخ مشائخ اليمن بدون منازع .
كما زار الشيخ/ صادق مع والده مناطق قبلية كثيرة في محافظات الجوف ومأرب وصعده وحجة وإب وأكسبته تلك الزيارات ومباشرة القضايا المزيد من المعرفة بالناس وشيوخ القبائل وعوامل النجاح في التعامل مع الشئون القبلية بصورة عامة .
وفي سنة 1979م وحينما اندلعت الحرب بين شطري الوطن كان الشيخ/ صادق مع عمه الراحل مجاهد أبو شوارب في منطقة السده من محافظة إب على رأس الجيش الشعبي لمواجهة الموقف مما مكنه بعد ذلك من قيادة العديد من حملات الجيش الشعبي لمواجهة حروب التخريب في المناطق الوسطى خلال الأعوام 1981-1982م .
وفي سنة 1982م توجه الشيخ صادق/ إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الطيران المدني ، حيث مكث هناك أربع سنوات وحصل على شهادة في مجال قيادة الطائرات المدنية الصغيرة ليعود إلى اليمن سنة 1987م .
وفي عام 1988م ترشح الشيخ/ صادق لعضوية مجلس الشورى ، حيث فاز بعضوية دائرة منطقة حوث والعشه وجزء من منطقة القفلة بمحافظة حجة سابقا.
في الحادي والعشرين من مايو سنة 1990م كان الشيخ/ صادق بن عبدالله الأحمر في قاعة مجلس الشورى بشمال الوطن ليصوت من أجل تحقيق حلم كل اليمنيين الذي أصبح حقيقة راسخة في الثاني والعشرين من مايو 1990م ألا وهو إعلان قيام الوحدة اليمنية . وخلال عضويته في مجلس الشورى بين عامي (1988م ، 1993م ) كُلف الشيخ/ صادق من قِبل والده – رحمه الله – بمعالجة الكثير من الخلافات بين القبائل وأصبح أكثر قرباً ودراية بشئونها .
وفي سنة 1993م ترشح مرة أخرى لعضوية مجلس النواب لليمن الموحد ليفوز بعضوية دائرة منطقة حوث والعشه ليواصل بعد ذلك إلى جانب مهامه القبلية مهمة بناء الأساس التشريعي والقانوني لدولة الوحدة ، حيث اشترك مع زملاءه في مجلس النواب في إعداد الكثير من مشاريع القوانين ذات الطابع التوحيدي للدولة الجديدة.
كما قام بالعديد من الزيارات البرلمانية للدول الشقيقة والصديقة في إطار الوفود البرلمانية لمجلس النواب .
وفي سنة 1997م ترشح الشيخ/ صادق لعضوية الدائرة (225) مديرية حوث وفاز بعضوية الدائرة للمرة الثالثة ليواصل العمل البرلماني حتى 2003م .
عين في شهر سبتمبر من عام 2005م عضواً في مجلس الشورى الغرفة الثانية . ويتزعم حالياً قبائل حاشد خلفاً لوالده بعد أن عقدت له حاشد البيعة بتاريخ 28/1/2008م في مدينة خمر .
بدأ يلعب دورا سياسيا هاما مع خلافته لوالده، وزاد من قوة نفوذه اقترابه من المعارضين للرئيس علي عبد الله صالح، ولعبه دور الوسيط للتوفيق بين الطرفين في السنوات التي سبقت اندلاع الثورة اليمنية مطلع 2011.
وفي مارس/آذار 2011 أعلن انضمام قبيلة حاشد إلى الثورة السلمية، فأصبح إحدى ركائز المعارضة، وتحول إلى خصم لدود للرئيس علي عبد الله صالح، وإلى جدار يستند إليه المعارضون في كسب ولاء القبائل لمطالبتهم برحيل النظام.
وعلى خلفية موقفه الداعم للثورة تعرض منزله لهجوم من قوات صالح، تزامن مع وجود وسطاء لحل خلافه مع صالح، وأدى الهجوم إلى إصابة بعض الوسطاء ومقتل بعض رجال الأحمر.
وقد استمر القتال بين الطرفين عدة أيام، وأصدر صالح أمرا باعتقال صادق الأحمر وبقية إخوته ومحاكمتهم بتهمة التمرد.
وبعد تنحي صالح وتولي عبد ربه منصور هادي السلطة اندمج صادق الأحمر في المسار السياسي في إطار أحزاب اللقاء المشترك، ودعم مؤتمر الحوار الوطني.
وشهدت سنة 2014 مواجهات عنيفة بين قبيلته والحوثيين، استطاع الحوثيون خلالها احتلال مدينة عمران، مركز نفوذه وموطن قبيلته قبل أن ينسحبوا منها في إطار اتفاق مع الحكومة، واتهم صادق الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بمساعدة الحوثيين وتسليحهم.