منوعات

حريق يشب في مسجد قرطبة التاريخي وإخماده ينقذ المعلم من كارثة

شب حريق في مسجد-كاتدرائية قرطبة الشهير في إسبانيا ليلة الجمعة، مما أثار مخاوف من تكرار سيناريو حريق كاتدرائية نوتردام.

وقد تمكن رجال الإطفاء من إخماد النيران والسيطرة على الوضع، مما أنقذ هذا المعلم التاريخي من كارثة محتملة. وبحسب التقارير الإعلامية، اندلع الحريق حوالي الساعة 9:00 مساءً في منطقة توسعة المنصور، ويعتقد أن سببه ماس كهربائي في مكنسة كهربائية داخل مخزن بالمبنى.

وقد أظهرت مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي ألسنة اللهب وأعمدة الدخان وهي تتصاعد من داخل المسجد-الكاتدرائية، الذي يُعد أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو ويستقطب حوالي مليوني زائر سنويًا.

وأكد خوسيه مارا بيليدو، رئيس بلدية قرطبة، السيطرة على الحريق، مشيدًا بالتدخل السريع لرجال الإطفاء، وأشار إلى أن المعلم التاريخي قد تم إنقاذه، وقد تم إخماد الحريق دون وقوع خسائر بشرية.

ورغم السيطرة على الحريق، أفادت تقارير بانهيار سقف إحدى المصليات المتضررة، مع وجود مخاطر بانهيار سقف آخر، مما يستدعي تقييمًا دقيقًا للأضرار، ومع ذلك، أعيد فتح المسجد-كاتدرائية أبوابه صباح السبت للزوار.

ويُعد مسجد-كاتدرائية قرطبة تحفة معمارية فريدة تجمع بين الفن الإسلامي والمسيحي، وشاهدًا على تاريخ الأندلس العريق. بدأ بناؤه في عام 784م على يد الأمير عبدالرحمن الأول على أنقاض كنيسة فيسغوثية، وشهد توسعات كبيرة خلال القرنين الثامن والعاشر، مما جعله ثاني أكبر مسجد في العالم في عصره.

وبعد استرداد الممالك المسيحية لشبه الجزيرة الأيبيرية عام 1236، تحول المسجد إلى كاتدرائية، مع إضافة عناصر معمارية كاثوليكية، ليصبح رمزًا للتعايش الثقافي. يمتد المسجد على مساحة 24,300 متر مربع، ويتميز بأعمدته البالغ عددها 856 عمودًا من المرمر والرخام، بالإضافة إلى باحة البرتقال ومئذنته التي كانت تُعد من عجائب الدنيا قبل تهدمها.

ويُعتبر مسجد قرطبة مركزًا ثقافيًا وعلميًا تاريخيًا، إذ كان جامعة كبرى في العصر الأموي، ولا يزال يجذب ملايين الزوار سنويًا، ويُذكر أن هذا الحريق هو الثالث في تاريخه الممتد لأكثر من 1000 عام، بعد حريقين سابقين في عامي 1910 و2001، مما يؤكد أهمية الحفاظ على هذا المعلم التراثي العالمي.

وأضاف بيليدو على حسابه في منصة “إكس”: “لحسن الحظ، حال التدخل الرائع لرجال إطفاء قرطبة دون وقوع كارثة، تم إخماد الحريق الآن، وسيبقى رجال الإطفاء والشرطة المحلية في الموقع لتجنب أي خطر”.

المصدر: https://www.okaz.com.sa/variety/na/2208074?ref=rss&format=simple&link=link

زر الذهاب إلى الأعلى