تركيا اعتقال رئيس بلدية بي أوغلو و40 آخرين في حملة فساد بإسطنبول
شنت السلطات التركية حملة أمنية واسعة في إسطنبول، أسفرت عن اعتقال 40 شخصًا، بينهم رئيس بلدية بي أوغلو إينان غوني.
وتأتي هذه الاعتقالات في سياق تحقيقات موسعة حول قضايا فساد، تتعلق بشركات تابعة لبلدية إسطنبول الكبرى، وفقًا لما ذكرته وكالة الأناضول ووسائل إعلام تركية أخرى.
ويواجه المتهمون اتهامات خطيرة تتضمن تشكيل منظمة إجرامية، الرشوة، الاحتيال الجسيم، والحصول على بيانات شخصية بطرق غير قانونية، في إشارة إلى تورطهم المزعوم في أنشطة احتيالية مرتبطة بشركات مثل “ميديا أ.ش” و “كولتور أ.ش”.
وتستهدف التحقيقات بلدية إسطنبول الكبرى، التي يسيطر عليها حزب الشعب الجمهوري المعارض، كما تشمل المقبوض عليهم مستشارين مقربين من إكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول السابق، الذي يواجه بدوره اتهامات بالفساد و”صلات بالإرهاب” ويقبع في السجن منذ مارس 2025.
ومنذ أواخر عام 2024، تشهد تركيا سلسلة تحقيقات واعتقالات بحق مسؤولي بلديات ينتمون إلى حزب الشعب الجمهوري، الذي حقق مكاسب كبيرة في انتخابات 2019 و2024، خاصة في إسطنبول، حيث فاز إمام أوغلو بمنصب رئيس البلدية.
ويُنظر إلى إمام أوغلو كمرشح رئاسي محتمل، مما يجعل هذه التحقيقات مثار جدل سياسي واسع، وتشير التقارير إلى أن أكثر من 500 شخص، بينهم 16 رئيس بلدية، قد تم توقيفهم في إطار هذه الحملة خلال أقل من عام.
وتكتسب منطقة بي أوغلو أهمية سياسية كونها تضم ميدان تقسيم، الذي يمثل مركزًا تاريخيًا للتظاهرات السياسية في تركيا، بما في ذلك احتجاجات جيزي بارك عام 2013، إضافة إلى ذلك، استعاد حزب الشعب الجمهوري السيطرة على المنطقة في انتخابات 2019 بعد عقود من سيطرة حزب العدالة والتنمية الحاكم.
ويتهم حزب الشعب الجمهوري الحكومة باستغلال القضاء للضغط على رؤساء البلديات للانضمام إلى حزب العدالة والتنمية، وهو اتهام نفته الحكومة ومسؤولو الحزب الحاكم، على الرغم من واقعة انتقال رئيسة بلدية أيدين أوزليم تشيرجي أوغلو إلى الحزب الحاكم وسط مزاعم بالضغوط.
وتركز التحقيقات على اتهامات بالتلاعب في المناقصات العامة والفساد المالي في شركات بلدية إسطنبول، وتستند إلى شهادات من رجل الأعمال المحتجز مراد كابكي، إلا أن مصداقية هذه الشهادات محل شك بعد اتهامات بتقديمها تحت الضغط.
المصدر: https://www.okaz.com.sa/news/politics/2208920?ref=rss&format=simple&link=link
