وفاة النبي محمد ﷺ دروس وعِبر في تاريخ الأمة الإسلامية

شكلت وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة، منعطفًا حاسمًا في تاريخ الإسلام، وذلك بعد سنوات مديدة قضاها في الدعوة والجهاد.
لم يكن رحيل النبي مجرد خسارة لشخص، بل كان اختبارًا صعبًا للمسلمين الذين اعتادوا على وجوده بينهم، فقد كان أثر الصدمة كبيرًا على الصحابة، لدرجة أن بعضهم، كعمر بن الخطاب، أنكر الخبر بدايةً.
إلا أن أبا بكر الصديق ثبت المسلمين بخطبته الشهيرة، مذكّرًا بأن من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، مستشهدًا بالآية الكريمة {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل}.
بدأ مرض النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بأيام، تحديدًا في أواخر شهر صفر، حيث عانى من صداع حاد وارتفاع في درجة الحرارة، وفي هذه الفترة العصيبة، لم ينس النبي أمته، فكان يوصيهم بالصلاة، والمحافظة على التوحيد، والرفق بالنساء، والتمسك بالقرآن والسنة.
بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، اجتمع الصحابة في سقيفة بني ساعدة لبيعة أبي بكر الصديق، وجرى تجهيز جثمان النبي الطاهر من قبل أهل بيته، حيث غُسِّل وكُفِّن في ثلاثة أثواب بيض، ثم صلى عليه المسلمون فرادى قبل أن يُدفن في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها بجوار مسجده الشريف.
تركت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم دروسًا عظيمة، أهمها ثبات الدين الإسلامي وأهمية الوحدة والتمسك بالقرآن والسنة، كما أنها كانت بداية لمرحلة جديدة من نشر الإسلام خارج الجزيرة العربية.
المصدر: https://www.matnnews.com/239713











