استشهاد الصحفية الفلسطينية مريم أبو دقة في غزة

في قطاع غزة الذي مزقته الحروب، تبقى الكلمة هي السلاح الأمضى، وبرزت مريم أبو دقة كصوتٍ جريءٍ للحقيقة قبل أن تستشهد خلال تغطيتها الميدانية.
مريم أبو دقة، الصحفية الفلسطينية الشابة، كرست حياتها لنقل معاناة شعبها تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي. لم تكتفِ بنقل الأخبار، بل كانت شاهدة على الألم، تعكس صورته للعالم بصدق وتجرد، لتجسد بذلك رسالة إعلامية سامية.
آمنت مريم بأن الإعلام رسالة إنسانية قبل أن يكون مهنة، وهدفها كشف الحقائق والدفاع عن المظلومين، فوثقت بعدستها وكلماتها قصصًا مؤثرة عن الحياة اليومية للفلسطينيين تحت الحصار والقصف.
خلال العدوان الأخير على غزة، لم تتوانَ مريم عن التغطية الميدانية، متحدية المخاطر، لكنها استشهدت إثر قصف إسرائيلي استهدف مجمع ناصر الطبي في خان يونس، لتنضم إلى قافلة شهداء الصحافة الفلسطينية.
أثار استشهاد مريم حزنًا واسعًا على المستويين المحلي والدولي، ونعتها المؤسسات الصحفية كرمز للتضحية والإعلام الحر. وأكد صحفيون ونشطاء أنها كانت مثالًا للشجاعة والإصرار على إيصال صوت الحقيقة.
قصة مريم تعكس التحديات الجسيمة التي تواجه الصحفيات الفلسطينيات، اللاتي يناضلن في ظروف الحرب والحصار لإثبات قدرتهن على حمل رسالة الإعلام بمهنية وشجاعة. لتكون بذلك نموذجًا ملهمًا للجيل الجديد، وبرهانًا على أن الصحافة ليست حكرًا على الرجال.
استشهاد مريم أبو دقة يسلط الضوء على الانتهاكات المستمرة بحق الصحفيين الفلسطينيين، من قتل واعتقال واستهداف مباشر، وهو ما يعتبر جريمة حرب تهدف إلى إسكات الصوت الحر، بحسب نقابة الصحفيين الفلسطينيين.
على الرغم من رحيلها المبكر، ستبقى مريم أبو دقة رمزًا للصحافة الحرة في فلسطين، وستظل قصتها تذكرنا بأن الحرية لها ثمن، وأن الصحافة هي خط الدفاع الأول عن الحق.
المصدر: https://www.matnnews.com/240166











