صلاة العشاء فضلها وقتها وأسرارها الروحانية

صلاة العشاء، آخر الصلوات المفروضة، تمثل محطة راحة روحية وبدنية للمسلم بعد يوم حافل، فهي تأتي في وقت السكينة والهدوء بعد غروب الشمس واختفاء الشفق الأحمر. تحظى هذه الصلاة بمكانة عظيمة في الإسلام لفضلها الكبير وأجرها العظيم.
ورد في الأحاديث النبوية أن أداء صلاة العشاء في وقتها مع الجماعة يعادل قيام نصف الليل، مما يدل على أهميتها وفضلها. و يبدأ وقتها بعد غياب الشفق الأحمر ويمتد إلى منتصف الليل، والأفضل أداؤها في وقتها وعدم تأخيرها. ففي الحديث الشريف، تعتبر صلاة العشاء والفجر أثقل الصلوات على المنافقين، مما يؤكد على أهمية أدائها بخشوع وتغلب على الكسل.
من أبرز فضائل صلاة العشاء مغفرة الذنوب، فهي تكفر الذنوب الصغائر وتزيد من الحسنات وقيام نصف الليل لمن صلاها في جماعة، كما تمنح العبد راحة نفسية وطمأنينة قبل النوم، وتقوي الروابط الأسرية، وتعتبر وقاية من النفاق. ف هي لحظة فاصلة بين حياة العمل والراحة الليلية، تساعد المسلم على إنهاء يومه بذكر الله والدعاء، وتعلم الأبناء الالتزام بالصلاة.
روحانيا، يعتبر وقت العشاء وقت الصفاء والهدوء، حيث يكون القلب أكثر استعدادًا للتوجه إلى الله، مما يكسب المسلم قوة إيمانية لمواجهة الحياة. وتلاوة القرآن بعد صلاة العشاء مستحبة لفتح أبواب النور والهدى ومضاعفة الأجر.
أجاز الإسلام الجمع بين المغرب والعشاء في حالات معينة كالسفر والمرض، تخفيفًا على المسلمين، مع التأكيد على أن أداء العشاء في وقتها هو الأفضل. ودراسات صحية أثبتت أن أداء الصلاة قبل النوم يساعد على الاسترخاء وتحسين جودة النوم، وحركات الصلاة تنشط الدورة الدموية وتهدئ الأعصاب، والوضوء يمنح الجسم انتعاشًا ونظافة.
إلى جانب الفريضة، يستحب أداء ركعتين سنة مؤكدة بعد صلاة العشاء، والمواظبة عليها، بالإضافة إلى صلاة الوتر التي تعتبر ختامًا لصلاة الليل. فصلاة العشاء طاقة نورانية وروحانية تمنح المسلم قوة إيمانية وراحة نفسية وصحية، والمحافظة عليها في وقتها تعكس صدق الإيمان وتفتح أبواب الخير والبركة في حياة المسلم.
المصدر: https://www.matnnews.com/240374











