كولومبيا تحظر تصدير الفحم إلى إسرائيل بسبب حرب غزة

في خطوة تصعيدية تعكس التوتر المتزايد بين البلدين، أعلنت كولومبيا عن حظر شامل لصادرات الفحم إلى إسرائيل، كرد فعل على العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. وتأتي هذه الخطوة بعد أن قطعت كولومبيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في مايو 2024، متهمة إياها بارتكاب «إبادة جماعية» ضد الفلسطينيين.
ويعتبر الفحم الكولومبي مورداً حيوياً لإسرائيل، حيث شكل ما بين 50% إلى 60% من وارداتها من الفحم في عام 2023، بقيمة تجاوزت 320 مليون دولار في الأشهر الثمانية الأولى من العام، وفقاً لإحصائيات إسرائيلية رسمية.
وأرجع الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، سبب هذا القرار إلى أن الفحم الكولومبي يُستخدم في تصنيع الأسلحة التي تستهدف الفلسطينيين، معتبراً أن “الفحم الكولومبي يُستخدم لصنع قنابل يُقتل بها أطفال فلسطين”.
واستندت الحكومة الكولومبية في قرارها إلى قرارات المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في حق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بالإضافة إلى آراء المحكمة الدولية التي وصفت الأوضاع في غزة بأنها «إبادة جماعية محتملة».
ورغم التحذيرات من الجمعية الكولومبية للتعدين من أن الحظر قد ينتهك الاتفاقيات التجارية الدولية ويؤثر سلباً على الاستثمار الأجنبي، أصدرت الحكومة الكولومبية مرسوماً يحظر تصدير الفحم الحراري إلى إسرائيل، ودخل الحظر حيز التنفيذ الفعلي.
وأوضحت الحكومة الكولومبية أن الحظر سيستمر حتى تمتثل إسرائيل لأوامر المحكمة الدولية بوقف العمليات العسكرية في غزة، ولوّح الرئيس بيترو بإلغاء عقود الشركات التي تنتهك الحظر، وأمر البحرية الكولومبية بمنع أي شحنات متجهة إلى إسرائيل.
في المقابل، انتقدت أطراف معارضة في كولومبيا القرار، معتبرة أنه يضر بالاقتصاد الوطني ويفتقر إلى الاتساق مع السياسات الداخلية لمكافحة الاتجار بالمخدرات، وسط مزاعم بأن شركات مثل «جلينكور» و«دراموند» استمرت في تصدير الفحم إلى إسرائيل بموجب عقود سابقة، مما دفع الرئيس بيترو إلى إصدار أوامر لتشديد الرقابة على الشحنات.
المصدر: https://www.okaz.com.sa/news/politics/2211387?ref=rss&format=simple&link=link











