منوعات

صلاة العصر فضلها وقتها وأحكامها

تعتبر صلاة العصر من أهم الصلوات المفروضة في الإسلام، وتحتل مكانة خاصة بين الصلوات الأخرى، كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، وتأديتها في وقتها المحدد يعكس التزام المسلم بتعاليم الدين الإسلامي.

يبدأ وقت صلاة العصر بعد انتهاء وقت صلاة الظهر، وبالتحديد عندما يصبح ظل الشيء مساوياً لطوله وينتهي مع غروب الشمس، والأفضل أداء الصلاة في أول وقتها، ويقسم العلماء وقت العصر إلى وقتين: اختياري يمتد من دخول الوقت إلى اصفرار الشمس، وضروري من اصفرار الشمس إلى الغروب، ولا يجوز تأخير الصلاة إليه إلا لعذر.

تعتمد وزارات الأوقاف ودور الإفتاء حول العالم على الحسابات الفلكية لتحديد مواعيد الصلوات بدقة، نظراً لاختلافها من مكان لآخر، كما يمكن تحديد وقت العصر بالطرق التقليدية من خلال مراقبة الشمس والظل، فعندما يكون ظل الإنسان مساوياً لطوله بعد الظهر، يبدأ وقت العصر، وعندما تقترب الشمس من الغروب ويصبح لونها أصفر، يكون هذا وقت الضرورة.

تتجلى أهمية صلاة العصر في كونها معياراً لطاعة العبد وحرصه على أداء الفرائض، وقد وردت أحاديث نبوية تؤكد فضلها، منها قول النبي ﷺ: “من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله” (رواه البخاري)، والمحافظة عليها سبب للفوز برضا الله والفلاح في الدنيا والآخرة، كما ورد في حديث آخر: “من صلى البردين دخل الجنة”، والبردان هما الفجر والعصر.

تأتي صلاة العصر في وقت انشغال الناس بأعمالهم، والوقوف بين يدي الله في هذا الوقت يربي في النفس الإخلاص والتوازن بين الدنيا والدين، فالصلاة تجدد النشاط وتمنح الراحة النفسية، وتعتبر محطة روحية تعيد ترتيب طاقة المسلم وإيمانه.

تمتد فوائد صلاة العصر إلى الحياة العملية، فهي تنظم الوقت، وتقلل التوتر، وتساعد على التوازن النفسي وتخفيف ضغوط العمل، وتُصلى العصر سراً بأربع ركعات مفروضة، ويجوز للمسافر قصرها إلى ركعتين، وجمعها مع الظهر عند الحاجة.

وقد حذر النبي ﷺ من ترك صلاة العصر، وجاء في الحديث الشريف أن من تركها عمداً فقد بطل عمله، فالصلوات الخمس عماد الدين، والتهاون في أدائها دليل على ضعف الالتزام الديني، وضياعها يفتح باب الغفلة والابتعاد عن طاعة الله.

أصبحت معرفة مواعيد صلاة العصر سهلة في العصر الحالي بفضل التطبيقات الإلكترونية والهواتف الذكية، والمواقع الرسمية لوزارات الأوقاف التي توفر تقاويم إلكترونية لمواقيت الصلاة، مما ييسر الوصول إلى هذه المعلومات.

إن صلاة العصر اختبار يومي لطاعة العبد لربه، وعلامة على صدق الإيمان، والحرص على أدائها في وقتها يعكس علو مكانتها في الإسلام، فالمحافظة عليها تعني المحافظة على بقية الصلوات، والتهاون فيها من أعظم الخسائر.

المصدر: https://www.matnnews.com/241452

زر الذهاب إلى الأعلى