إسرائيل تخترق الحوثي وتصفّي قيادات بارزة في صنعاء

كشفت مصادر مطلعة عن اختراق إسرائيلي لمنظومة اتصالات جماعة الحوثي، مما أدى إلى مقتل عدد من قيادات الصف الثاني، بالإضافة إلى رئيس حكومة الانقلاب وتسعة وزراء، وذلك في غارة جوية استهدفت منزلاً في صنعاء الأسبوع الماضي.
ورغم محاولات الحوثيين للتعتيم على الحادثة ونفي وقوع ضحايا، إلا أن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي أقر بوجود اختراق كبير وصل إلى قيادات الصف الأول والمنظومة الأمنية، خاصة بعد أنباء عن إصابة رئيس جهاز الاستخبارات والقائد العسكري للجماعة أبو علي الحاكم في القصف. وكان سلطان السامعي، القيادي في المجلس السياسي الحوثي، قد أكد قبل أسبوعين أن جماعته مخترقة بشكل كامل.
ويأتي هذا الاختراق في سياق سلسلة من الهجمات التي نفذتها إسرائيل وأمريكا على مناطق الحوثي في الأشهر الأخيرة، والتي تطورت من استهداف مؤسسات خدمية إلى استهداف معسكر سري واجتماع لحكومة الحوثي، مما يشير إلى أن إسرائيل حصلت على معلومات هائلة عن الجماعة.
وأكد مسؤولون متخصصون أن المؤسسات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، مثل الاتصالات والإنترنت وشركة الملاحة الدولية، تعرضت لاختراقات كبيرة خلال الشهر الماضي، وظهرت رسائل تهديد إسرائيلية على الصفحات المخترقة.
وأفاد مراقبون يمنيون أن الاختراق الإسرائيلي مكّن تل أبيب من الوصول إلى معلومات خطيرة عن القيادات الحوثية وأرقام هواتفها وحراستها، كما كشف أن العديد من عناصر الجماعة مطلوبون في قضايا جنائية، مما سهل شراؤهم بالمال.
ووفقًا لتقرير نشرته مجلة “ذا كرادل” الأمريكية، تلقى المئات من الصحفيين والناشطين التابعين للحوثي مكالمات ودعوات لمحادثات مكتوبة بصيغ تحايل متعددة، بهدف جمع المعلومات الاستخباراتية، مما يؤكد فشل الإجراءات الحوثية لمنع الاختراق.
وأوضح مسؤول في مؤسسة الاتصالات اليمنية أن الحوثي وظف المؤسسة للتجسس على الشعب، ولكنه لجأ أيضًا إلى استخدام الكابلات الأرضية وأجهزة خاصة لإدارة الاتصالات، إلا أن اختراق موقع “يمن نت” والمؤسسة العامة للاتصالات كشف عن ثغرة استغلتها إسرائيل للوصول إلى معلومات حساسة.
وأشار المسؤول إلى أن إسرائيل ربما وصلت إلى عناصر بشرية داخل منظومة الاتصال الحوثية، أو استخدمت وسائل التهريب لإيصال شبكة اتصال مُهربة إلى الجماعة، مؤكدًا أن طريقة اختراق الحوثي سهلة بالنسبة للأمريكيين والإسرائيليين نظرًا لقدراتهم المتطورة.
وأكد المسؤول أن الطائرات المسيّرة المزوّدة بكاميرات حرارية دقيقة باتت تجوب أجواء صنعاء، وقد شوهدت عقب القصف الأخير طائرة صغيرة تقترب من مواقع الاستهداف لتصويرها.
وكشفت الضربة الإسرائيلية على صنعاء أن الحوثي غير محصَّن، وأن سيناريو “بيجر حزب الله” قد يتكرر، نظرًا لأن غالبية قيادات ومشرفي الحوثي يسعون وراء المصالح والأموال، مما يسهل شراء ولائهم.
يبقى السؤال: هل يستوعب الحوثي الدرس ويتوقف عن تهديد الأمن والسلم الدوليين، أم أنه سيواصل التعنت ورفض جهود السلام؟ فالرضوخ للسلام وتحكيم العقل وحده كفيل بوقف الخطر الذي يهدد مستقبل اليمن.
المصدر: https://www.okaz.com.sa/news/politics/2211947?ref=rss&format=simple&link=link











