خطبتا الجمعة بالحرمين: التحذير من الحسد والظلم والتأكيد على العدل واجتناب المظالم

في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام، أوصى الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة المسلمين بتقوى الله ومراقبة القلوب، مؤكدًا أن القلوب هي أصل أعمال الجوارح وأقوالها، وحذر من الحسد، واصفًا إياه بأنه داء خطير وشر مستطير ينغص على العبد طمأنينته وسعادته.
وأوضح الشيخ بليلة أن الحسد يتجلى في تمني الحاسد زوال النعمة عن غيره، وهو نوعان: الأول أن يسعى إلى ذلك بالقول أو الفعل لتنقلب النعمة إليه، والثاني أن يتمنى زوالها عن المحسود ولو لم ترجع إليه، وهذا أخبث الصنفين، مبينًا أن الحسد هو سبب أول معصية عُصي بها الله في السماء وأول ذنب عُصي به في الأرض، وهو في الأصل خُلُق أهل الشرك والكفران لا أهل التوحيد والإيمان.
وبين فضيلته أن ما يتمناه العبد وهو عند غيره من الخير والنعم، من غير أن يتمنى زوالها عنه، فتلك الغبطة، وهي المقصودة بالحسد في قوله “لا حسد إلا في اثنتين”، مؤكدًا أن علاج هذا الداء هو أن يتعوذ المؤمن من شر نفسه وأن يدعو ربه أن يهديه لأحسن الأخلاق وأن يصرف عنه سيئها.
من جهة أخرى، تحدث الشيخ الدكتور خالد المهنا في خطبته بالمسجد النبوي عن نعمة التشريع وأهمية العدل وخطر الظلم، مبينًا أن الله شرع لعباده من الأحكام ما يصلح شؤونهم ويهذب نفوسهم ويقيم بينهم ميزان العدل والرحمة.
وأوضح فضيلته أن الله أمر بالعدل وحث عليه وحرم الظلم بجميع صوره، مشيرًا إلى أن من تمام نعمة الله على عباده أن بيّن لهم ما يحفظ ثواب أعمالهم وأوضح ما يبطلها ليجتنبوه، مؤكدًا أن التهاون ببعض الذنوب قد يكون سببًا في الهلاك، وأن من الناس من يجتهد في الطاعة ويكثر من النوافل لكنه يغفل أو يستهين بما يذهب أجر تلك الأعمال.
وأشار الشيخ المهنا إلى أن الله بيّن في كتابه وأوضح النبي في سنته أصول المظالم التي يجب الحذر منها، وهي الدماء والأموال والأعراض، وبين أن من أعظم المظالم التي توعد الله عليها بالعذاب الأليم الحلف الكاذب لأخذ أموال الآخرين والغش في المعاملات التجارية، محذرًا من أكل أموال اليتامى بغير حق، ودعا إلى المسارعة في رد الحقوق والتوبة قبل فوات الأوان.
واختتم فضيلته الخطبة مؤكدًا أن كف الأذى عن الناس من أعظم القربات وهو حق لكل مسلم على أخيه ينال به العبد منزلة رفيعة عند الله.
المصدر: https://www.okaz.com.sa/news/local/2212013?ref=rss&format=simple&link=link











