خسوف القمر الكلي في سبتمبر 2025: رؤية في السعودية وصلاة الخسوف وأحكامها

تشهد سماء السعودية ومعظم الدول العربية، إضافة إلى مناطق واسعة من آسيا وإفريقيا وأجزاء من أوروبا وأستراليا، خسوفًا كليًا للقمر في سبتمبر 2025، وهي ظاهرة فلكية مميزة يتوقع أن تجذب اهتمامًا واسعًا.
ويحدث الخسوف القمري عندما تمر الأرض بين الشمس والقمر، مما يؤدي إلى دخول القمر في ظل الأرض جزئيًا أو كليًا، وفي حالة الخسوف الكلي، يغطي ظل الأرض القمر بأكمله، فيبدو معتمًا مائلًا إلى اللون الأحمر الداكن، ويطلق عليه أحيانًا “القمر الدموي”، ومن المتوقع أن يستمر الخسوف الكلي للقمر في 7 سبتمبر 2025، نحو 83 دقيقة، مما يجعله واحدًا من أطول الخسوفات القمرية في السنوات الأخيرة.
ومع اقتراب هذا الحدث الفلكي، يزداد البحث عن صلاة الخسوف، وهي صلاة نافلة مشروعة عند حدوث خسوف القمر، وتعتبر سنة مؤكدة يمكن أداؤها جماعة في المسجد أو فرادى في البيوت، وقد ورد في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالناس عند حدوث خسوف للشمس، ما يدل على مشروعية صلاة الخسوف عند حدوث الظاهرة الفلكية.
ويبـدأ وقت صلاة الخسوف مع بداية دخول القمر في منطقة الظل، وينتهي باكتمال زوال الخسوف، وإذا انتهى الخسوف قبل أن تبدأ الصلاة، فلا تقضى لأنها مرتبطة بالظاهرة نفسها، أما عن كيفية أداء هذه الصلاة، فالراجح أنها تؤدى ركعتين، وفي كل ركعة ركوعان وقراءتان وسجدتان، فيكبر المصلي تكبيرة الإحرام، ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة، ثم يركع ركوعًا طويلًا، ثم يرفع ويقرأ الفاتحة مرة أخرى وسورة أقصر من الأولى، ثم يركع مرة ثانية ويكون الركوع أقل طولًا، ثم يرفع ويكمل الركعة بسجدتين طويلتين، وتكرر نفس الخطوات في الركعة الثانية، وبعد الصلاة، يخطب الإمام خطبة يذكر فيها الناس بالله ويحثهم على الدعاء والاستغفار والصدقة.
واتفق العلماء على أن صلاة الخسوف سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتؤدى جماعة أو فرادى، ولا يشرع لها أذان أو إقامة، وإنما ينادى: “الصلاة جامعة”، وبالإضافة إلى أداء صلاة الخسوف، يستحب للمسلم الإكثار من الدعاء والاستغفار وذكر الله والصدقة، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الفزع إلى الصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة عند رؤية الخسوف.
وصلاة الخسوف خاصة بالقمر، بينما صلاة الكسوف خاصة بالشمس، وكلاهما يؤديان بنفس الطريقة تقريبًا، لكن صلاة الكسوف غالبًا ما تكون في النهار، وصلاة الخسوف في الليل، وتعد صلاة الخسوف تذكيرًا بقدرة الله وعظمته، ورسالة إيمانية تحث الإنسان على الخشوع والرجوع إليه.
ومع استعداد الملايين حول العالم لمتابعة خسوف القمر في 7 سبتمبر 2025، تتجه الأنظار إلى السعودية والدول العربية حيث ستتم مشاهدة الظاهرة بوضوح كامل، وتثير هذه الأحداث الفلكية اهتمام الناس من الناحيتين العلمية والدينية، لما لها من ارتباط بسنن مؤكدة مثل صلاة الخسوف.
المصدر: https://www.matnnews.com/242071











