دراسة: تلوث الهواء يزيد خطر الخرف بأجسام ليوي لدى المعرضين وراثيًا

دراسة حديثة نشرت في مجلة “Science” بتاريخ 4 سبتمبر 2025، حذرت من أن التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء، وتحديدًا الجزيئات الدقيقة (PM2.5)، يزيد من خطر الإصابة بالخرف بأجسام ليوي، ثالث أكثر أنواع الخرف شيوعًا.
الدراسة التي شملت بيانات أكثر من 56 مليون شخص، أشارت إلى أن هذه الجزيئات لا تسبب الخرف مباشرة، لكنها تزيد من تفاقم الحالة لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة.
الفريق البحثي من جامعة جونز هوبكنز وجامعة التكنولوجيا في سيدني، وجد أن التعرض لمستويات عالية من (PM2.5) يرتبط بزيادة قدرها 12% في خطر دخول المستشفى بسبب الخرف الحاد بأجسام ليوي، مقارنة بمرض باركنسون الذي لا يصاحبه خرف.
لتأكيد هذه النتائج، أجرى الباحثون تجارب على الفئران، حيث تعرضت لمستويات عالية من (PM2.5) لمدة عشرة أشهر، وظهرت عليها علامات ضعف الذاكرة، وزيادة في تراكم بروتين α-synuclein في الدماغ، وتقلص في الفص الصدغي الأوسط المسؤول عن الذاكرة، بينما لم تظهر هذه التغيرات على الفئران المعدلة وراثيًا والخالية من هذا البروتين.
الدراسة كشفت أيضًا عن تراكم بروتين α-synuclein في الأمعاء والرئتين، مما يدعم فرضية انتشار المرض من الأمعاء إلى الدماغ، وأوضح الباحثون أن (PM2.5) يتراكم في الرئتين، ويسبب التهابات، ويخترق حاجز الدم في الدماغ، مما يزيد من التدهور العصبي.
شياو بو ماو، الباحث في الأمراض التنكسية العصبية بجامعة جونز هوبكنز، أكد أن نتائج الدراسة أوضحت أن التعرض لـ(PM2.5) يسرع ظهور الخرف بأجسام ليوي لدى الأفراد المعرضين وراثيًا.
فيما أشارت هوي تشن، عالمة الأعصاب السريرية بجامعة التكنولوجيا في سيدني، إلى أن النتائج التي ظهرت على الفئران تعكس ما يحدث لدى البشر، حيث يزيد التعرض لـ(PM2.5) من خطر الإصابة بالمرض لدى الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي.
الدراسة أشارت إلى أن الأبحاث المستقبلية ستركز على تحديد المكونات المحددة في (PM2.5) التي تحفز العمليات التنكسية العصبية، مؤكدة على الحاجة لمعالجة العوامل البيئية المساهمة في الخرف، خاصة مع ارتفاع معدلات الشيخوخة عالميًا.
المصدر: https://www.okaz.com.sa/variety/na/2212234?ref=rss&format=simple&link=link











