عربي

تليف الكبد تحدٍ عالمي: أسبابه، مراحل تطوره، وطرق الوقاية والعلاج الحديثة

يواجه الأطباء حول العالم تحدياً كبيراً يتمثل في تليف الكبد المزمن، وهو حالة مرضية تتفاقم نتيجة لتلف خلايا الكبد وفقدانها لوظائفها الحيوية، ويحدث التليف نتيجة أسباب متعددة، ما يجعله مرضاً واسع الانتشار يجب الانتباه له.

يعد الكبد عضواً حيوياً يقوم بتصفية الدم من السموم ومكافحة العدوى، وأي ضرر يلحق به يؤثر على قدرته على أداء هذه الوظائف المهمة. ويكشف الأطباء أن تليف الكبد قد لا تظهر له أعراض واضحة في البداية، ولا يتم اكتشافه إلا بعد أن يكون الضرر قد تفاقم، ويشددون على خطورة استخدام الأعشاب في علاج التهابات الكبد الفيروسية، مؤكدين أن الدراسات العلمية أثبتت أن بعض الأعشاب قد تضر الكبد وأعضاء أخرى في الجسم.

وفقاً لأطباء متخصصين، يمكن أن يحدث تليف الكبد نتيجة عدة عوامل، منها متلازمة التمثيل الغذائي (السكري، ارتفاع ضغط الدم، السمنة)، والالتهابات الفيروسية الكبدية (B وC)، والأمراض الوراثية، والالتهابات المناعية، واستهلاك الكحول، وفي المراحل المتقدمة، قد يؤدي التليف إلى مضاعفات خطيرة مثل الغيبوبة الكبدية وتجمع السوائل في البطن واليرقان ونزيف الجهاز الهضمي.

يعتمد تشخيص تليف الكبد على التاريخ الطبي والفحص السريري، بالإضافة إلى تحاليل الدم وفحوصات الأشعة المختلفة، وفي بعض الحالات المعقدة، قد تكون خزعة الكبد ضرورية لتحديد مدى الضرر، ويؤكد الأطباء أن زراعة الكبد هي الحل النهائي والوحيد لعلاج التليف، بينما تهدف العلاجات الأخرى إلى السيطرة على المرض ومنع تفاقمه، بالإضافة إلى المتابعة الدورية لتجنب المضاعفات المختلفة.

تعتمد الوقاية من تليف الكبد على السيطرة على الأمراض المزمنة، واتباع نمط حياة صحي، وتجنب الكحول والتدخين، وتلقي التطعيم ضد فيروس الكبد B، وإجراء فحوصات الكشف المبكر عن الفيروسات الكبدية، والمتابعة المنتظمة للمصابين.

وزارة الصحة قد حذرت من تعرض الكبد للالتهابات والفيروسات، مشيرة إلى أن شدة المرض تتفاوت بين الحالات الحادة والمزمنة، وقد تتطور إلى تليف أو سرطان إذا لم يتم التدخل العلاجي المناسب، وتشير بيانات الوزارة إلى انخفاض معدل الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن B بين البالغين إلى 1.6% فقط، مع عدم تسجيل حالات جديدة بين الأطفال دون سن الخامسة، كما بلغت نسبة الشفاء من فيروس الكبد C حوالي 95%.

من جهتها، تدعو منظمة الصحة العالمية إلى تسريع الجهود للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي، الذي يتسبب في وفاة شخص كل 30 ثانية، وتشير المنظمة إلى أن حوالي 300 مليون شخص حول العالم مصابون بأخطر أنواع مرض الكبد، وأن العالم يشهد 1.3 مليون حالة وفاة سنوياً نتيجة لذلك.

ويؤكد الأطباء المتخصصون في أمراض الجهاز الهضمي والتغذية لدى الأطفال أن تشخيص تليف الكبد ممكن عن طريق فحص إنزيمات ووظائف الكبد والأشعة المتخصصة، وأن العلاج المبكر للسبب الرئيسي للتليف هو الأفضل، وكلما كان المريض أصغر سناً، كانت فرص العلاج دون الحاجة إلى زراعة الكبد أكبر.

وفي سياق متصل، توصي الجمعيات المتخصصة بأمراض الكبد بتعديل نمط الحياة كعنصر أساسي في الوقاية والعلاج، بما في ذلك خفض الوزن بنسبة 5-10%، وتحسين النظام الغذائي، وزيادة النشاط البدني، وينصح الأطباء باتباع حمية البحر الأبيض المتوسط الغنية بالخضار والفواكه والحبوب الكاملة والأسماك وزيت الزيتون، إضافة إلى ممارسة النشاط البدني بانتظام وتمارين المقاومة، بهدف تقليل دهون الكبد وتحسين الإنزيمات والحفاظ على صحته، مع استهداف 150-300 دقيقة أسبوعياً من التمارين الهوائية المعتدلة أو 75-150 دقيقة من التمارين الشديدة، إضافة إلى تدريب المقاومة لمدة 2-3 أيام أسبوعياً.

المصدر: https://www.okaz.com.sa/news/local/2212996?ref=rss&format=simple&link=link

زر الذهاب إلى الأعلى